وكان صلى الله عليه وسلم يقول: «أيهم أكثر أخذا للقرآن، فإن أشاروا إلى رجل قدّمه في اللحد» (?) .

وقد دفن عبد الله بن عمرو بن حرام، وعمرو بن الجموح في قبر واحد.

أسوأ العواقب يكون من العصيان، وعدم الإنقياد للأوامر، لأن ما نزل بالمسلمين في أحد من البلاء إنما كان من جراء عدم انقيادهم، وعصيانهم لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أن الإدالة في الحرب مرة لنا ومرة علينا مقصودها الأسمى وغايتها الأسنى إنما هي الإبتلاء وتمحيص النفوس، وسبر غور إيمانها ويقينها وثباتها على الحق، واستسلامها لأمر الله، وبهذا يتميز الصادقون من غير الصادقين، لكن العاقبة للرسل.

وكما قال تعالى: «والعاقبة للمتقين» .

إن المنازل والمراقي والدرجات العالية التي أعدها الله تعالى لأوليائه وأهل كرامته لا بد أن تكون غالية الثمن، وإن مهدها هو صدق اليقين بالله تعالى، وموافقة الأمر والنهي، والجهاد الخالص الصادق غير المشوب.

كما أسلفنا وقعت غزوة أحد في يوم السبت لسبعة أيام خلون من شوال سنة ثلاث كما تقدم، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فأقام بها بقية شوال، وذلقعدة وذلحجة، والمحرم.

ثم إنه لما استهل هلال المحرم كان نما إلى علمه عليه الصلاة والسلام أن طلحة وسلمة ابني خويلد قد سارا في قومهما يستنفران الناس، ويؤلبانهم لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعث أبا سلمة، وعقد له لواء، وبعث معه مائة وخمسين رجلا من الأنصار والمهاجرين، فأصابوا إبلا وشاء، ولم يلقوا كيدا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015