أَخْبَرَنَا ابْنُ سَيْدَبَ، عَنْ زَيْدٍ، وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، سَمِعْتُ أَبَا الْحَمْرَاءِ الرَّائِضَ يَقُولُ: «لَوْ أَنَّ غَدِيرًا قُسِمَ أَثْلَاثًا كَالنِّهْيِ مَا عُمِلَ لَهُ صَفِيرٌ يَعْمَلُهُ أَهْلُ الْبَادِيَةِ» وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: النِّهْيُ: الْغَدِيرُ، وَالْجَمِيعُ أَنْهَاءٌ، وَالتَّنْهِيَةُ: مَحْبِسُ الْمَاءِ، وَذَلِكَ أَنَّ السَّيْلَ يَنْتَهِي إِلَيْهِ، فَيَحْبِسُهُ فَيَحْتَبِسُ قَالَ طُفَيْلٌ:
[البحر الطويل]
تَحِنُّ لِقَاحُ الْمَالِكِيِّ صَبَابَةً ... إِلَى نِهْيِ نَعْمَانَ وَنِهْيِ التَّنَاضُبِ
وَقَالَ أَوْسٌ:
[البحر الطويل]
وَأَمْلَسَ صُولِيًّا كَنِهْيِ قَرَارِهِ ... أَحَسَّ بِقَاعٍ نَفْحَ رِيحٍ فَأَجْفَلَا
قَوْلُهُ: «أَنَّ التَّقِيَّ ذُو نُهْيَةٍ» قَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَنَّهُ لَذُو نُهْيَةٍ، وَنِهَايَةٍ أَيْ ذُو عَقْلٍ، وَأَنْشَدَ:
[البحر الطويل]
فَيَا لَكَ مِنْ حِلْمٍ يَزِيدُ نِهَايَةً ... عَلَى حِلْمِكَ رَأْلٍ بِالْعُبَابِ خَفَيْدَدِ
قَوْلُهُ: «أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا» ، الْهَوْنُ، وَالْهَيْنُ مَصْدَرُ الْهَيِّنِ: فِي مَعْنَى السَّكِينَةِ، وَمَا صِلَةٌ