قال فأتى "خديجة" [- رحمها الله -]، فقال: "زملوني".
قال: فأتت "خديجة" ابن عمها "ورقة بن نوفل" وكان نصرانيًّا، قد قرأ الكتب، فحدثته بذلك، وقالت: إنِّي أخاف أن يكون قد عرض له.
فقال: لئن كان ما تقولين حقًّا، إنَّه ليأتيه النَّاموس الذي كان يأتي موسى -صلى الله عليه وسلم-.
قال أبو عبيد: والناموس هو صاحب سرِّ الرَّجل الذي يطلعه على باطن أمره، ويخصُّه بما يسترد عن غيره.
يقال منه: نمس الرجل ينمس نمسًا، وقد نامسته [118] منامسة، إذا ساررته، قال "الكميت":
فأبلغ يزيد إن عرضت ومنذرًا ... وعمَّهما والمستسرَّ المنامسا
فهذا من النَّاموس.
وفي حديث آخر في غير هذا المعنى: القاموس، فذلك قاموس البحر، وهو وسطه، وذلك لأنَّه ليس موضع أبعد غورًا في البحر منه، ولا الماء فيه أشدَّ انقماسًا منه في وسطه.