غريب الحديث (صفحة 272)

وقال "عمرو بن قميئة":

رمتى بنات الدهر من حيث لا أرى ... فكيف بمن يرمى وليس برام

فلو أنها نبل إذا لا تقيتها ... ولكنّما أرمى بغير سهام

على الرّاحتين مرّة وعلى العصا ... أنوء ثلاثاً بعدهن قيامس

فأخبر أن الدّهر فعل به ذاك، يصف الهرم

وقد أخبر الله -تبارك وتعالى- بذلك عنهم في كتابه [الكريم]، ثم كذبهم يقولهم، فقال: "وقال ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدّهر".

ثال الله -تبارك وتعالى-: "وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون". فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الدهر": على تأويل: لا تسبوا الذي يفعل بكم هذه الأشياء، ويصيبكم بهذه المصائب، فإنكم إذا سببتم فاعلها، فإنّما يقع السب على الله -تبارك وتعالى- لأنه الفاعل لها لا الدهر.

فهذا وجه الحديث -إن شاء الله- لا أعرف له وجها غيره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015