قال أبو زيد، والأصمعي: قوله: ألا تعربوا عليه يعني أن تفسدوا عليه كلامه، وتقبحوه له، قال أوسُ بن حجر:
ومثل ابن عثم إن ذُحولٌ تذكرت ... وقتلى تياسٍ عن صلاحٍ تعرب
قال أبو عبيدٍ: وتعرب يعني أنها تفسد المصالحة، وتنكل عنها.
وقد يكون التعريب من الفحش، وهو قريبٌ من هذا المعنى.
ومنه قول ابن عباسٍ.
قال: حدثناه سفيان، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله [تعالى] "فلا رفث ولا فسوق".
قال: الرفث الذي ذكر هاهنا ليس بالرفث الذي ذكر في موضعٍ آخر، هو التعريض بذكر النكاح، وهو العرابة في كلام العرب.
وقوله: العرابةُ: كأنه اسمٌ موضوعٌ من التعريب، وهو ما قبح من الكلام وكذلك الإعراب، يقال منه أعربت إعراباً.
ومنه قول عطاءٍ: إنه كره الإعراب للمحرم.
قال: حدثنيه ابن مهدي: عن سفيان، عن علقمة بن مرثدٍ، عن عطاءٍ.