أنه سمع رجلاً ينشد ضالةً في المسجد، فقال: أيها الناشد غيرك الواجد. معناه لا وجدت، كأنه دعا عليه.
وأماقول أبي دؤاد الإيادي وهو يصف الثور، فقال:
ويصيخ أحياناً كما اسـ ... ـتمع المضل لصوت ناشد
قال أبو عبيد: فإن الأصمعي أخبرني عن أبي عمرو بن العلاء أنه كان يعجب من هذا.
وأحسبه قال - هو أو غيره-: إنه أراد بالناشد أيضاً: رجلاً قد ضلت دابته، فهو ينشدها: يطلبها ليتعزى بذلك.
وفي هذا الحديث [374] قولٌ ثالثٌ. أنه أراد بقوله: إلا لمنشد: أنه إن لم ينشدها، فلا يحل له الانتفاع بها، فإذا أنشدها، فلم يجد طالبها حلت له.
قال أبو عبيدٍ: ولو كان هذا هكذا لما كانت "مكة" مخصوصةً بشيءٍ دون البلاد لأن الأرض كلها لا تحل لقطتها إلا بعد الإنشاد، إن حلت أيضاً، وفي الناس من لا يستحلها. وليس للحديث عندي وجه إلا ما قال "عبد الرحمن": إنه ليس