قال أبو عبيدٍ: ومذهب عبد الرحمن في هذا التفسير كالرجل يقول: والله لا فعلت كذا وكذا ثم يقول: إن شاء الله وهو لا يريد الرجوع عن يمينه، ولكنه لقن شيئاً فلقنه.
فمعناه: أنه ليس يحل للملتقط منها إلا إنشادها، فأما الانتفاع بها فلا.
وقال غيره: لا تحل لقطتها إلا لمنشدٍ، يعني طالبها الذي يطلبها، وهو ربها. يقول: فليست تحل إلا لربها.
قال أبو عبيد: فهذا حسن في المعنى، ولكنه لا يجوز في العربية أن يقال للطالب منشدٌ، إنما المنشد المعرف، والطالب هو الناشد.
يقال منه: نشدت الضالة أنشدها نشداناً: إذا طلبتها، فأنا ناشدٌ، ومن التعريف: أنشدتها إنشاداً، فأنا منشدٌ.
ومما لك أن الناشد هو الطالب حديث النبي - صلى الله عليه وسلم-.