وقد ذكر بعض الشعراء ذلك في شعره، قال "زهيرٌ" يذكر امرأة [366]:
وفارقتك برهن لا فكاك له ... يوم الوداع فأمسى الرهن قد غلقا
يعني أنها [قد] ارتهنت قلبه، فذهبت به، فأي تضييع ها هنا.
وأما الحديث الآخر في الرهن: "له غنمه، وعليه غرمه".
حدثنا أبو عبيد: قال: حدثنيه كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب يرفعه أنه قال ذلك.
[قال أبو عبيد]: وهذا أيضاً معناه معنى الأول لا يفترقان.
يقول: يرجع الرهن إلى ربه، فيكون غنمه له، ويرجع رب الحق عليه بحقه، فيكون غرمه عليه، ويكون شرطهما الذي اشترطا باطلاً.
هذا كله معناه إذا كان الرهن قائماً بعينه، ولم يضع، فأما إذا ضاع فحكمه غير هذا.