موقوفًا: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قال: خير الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام.
ورواه في الجهاد من وجه آخر، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل».
وهكذا رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل».
ورواه ابن حبان في صحيحه ثم قال: والقصد في هذا الخبر السبي الذين يسبيهم المسلمون من دار الشرك مُكتّفين في السلاسل يقادون بها إلى دور الإسلام حتى يسلموا فيدخلوا الجنة. انتهى.
وقد قرر هذا المعنى أيضاً ابن الجوزي أحسن تقرير فقال: معناه أنهم أُسروا وقُيدوا، فلما عرفوا صحة الإسلام دخلوا طوعًا فدخلوا الجنة، فكان الإكراه على الأسر والتقييد هو السبب الأول، وكأنه أطلق على الإكراه التسلسل، ولما كان هو السبب في دخول الجنة أقام المسبب مقام السبب. انتهى.
وفي المسند، عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: ضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلنا: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: «عجبت من قوم يُقادون في السلاسل إلى الجنة».
وفي المسند أيضًا، عن سهل بن سهل الساعدي - رضي الله عنه - قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالخندق فأخذ الكِرْزين فحفر به، فصادف حجرًا فضحك، قيل: