وقد رواه ابن جرير، وابن عبد البر من طريقه، والحاكم في مستدركه، من حديث هاشم بن عتبة بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يظهر المسلمون على جزيرة العرب، ويظهر المسلمون على فارس، ويظهر المسلمون على الروم، ويظهر المسلمون على الأعور الدجال».
وفي قوله: «تقاتلون جزيرة العرب، ثم تقاتلون فارس، ثم تقاتلون الروم» إشارة إلى أن المسلمين هم الذين يبدءون هذه الأمم بالقتال على الإسلام، وقد وقع الأمر طبق ما في هذا الحديث، وسيقع ما أخبر به من قتال الدجال والظهور عليه، قال الله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}.
ومنها: ما رواه النسائي في سننه، عن أبي سكينة -رجل من المحررين- عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بحفر الخندق عرضت لهم صخرة حالت بينهم وبين الحفر -فذكر الحديث في ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - إياها ثلاث مرات حتى ذهبت وفيه- قال سلمان - رضي الله عنه -: يا رسول الله، رأيتك حين ضربتَ، ما تضرب ضربة إلا كانت معها برقة؟ قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا سلمان رأيت ذلك؟!» فقال: إي والذي بعثك بالحق يا رسول الله، قال: «فإني حين ضربت الضربة الأولى رفعت لي مدائن كسرى وما حولها ومدائن كثيرة حتى رأيتها بعيني»، قال له من حضره من أصحابه: يا رسول الله، أدع الله أن يفتحها علينا ويغنمنا ذراريهم، ويخرب بأيدينا بلادهم، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك، «ثم ضربت الضربة الثانية فرفعت لي