غربه الاسلام (صفحة 929)

بمنعهم للزكاة التي هي من آكد حقوق الإسلام، وقد وافقه عمر - رضي الله عنه - وأرضاه وجميع الصحابة -رضي الله عنهم- على ذلك، وقال عمر - رضي الله عنه -: فوالله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق، وقال أبو هريرة - رضي الله عنه -: قاتلنا معه فرأينا ذلك رشدًا، ولو كانت العلة ما يقوله صاحب المقال وأشباهه لكان ينبغي لأبي بكر - رضي الله عنه - أن يقول: نقاتلهم على اعتدائهم علينا ووقوفهم في طريق الدعاة إلى الإسلام.

وتقدم أيضًا قول أبي بكر - رضي الله عنه - ليزيد بن أبي سفيان -رضي الله عنهما-: ستجد قومًا فحصوا عن أوساط رؤوسهم من الشعر فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف. رواه مالك في الموطأ، وهؤلاء هم الشمامسة من النصارى، والعلة في قتلهم هي مخالفتهم للإسلام وهديه الذي هو خير الهدي، ولو كان الأمر كما يقوله صاحب المقال وأشباهه لعلل الصديق - رضي الله عنه - وأرضاه بذلك.

وتقدم أيضا ما رواه البخاري في صحيحه، عن جبير بن حية الثقفي قال: بعث عمر - رضي الله عنه - الناس في أفناء الأمصار، يقاتلون المشركين -فذكر الحديث- وفيه أن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال لترجمان جيش كسرى: «أمرنا نبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده، أو تؤدوا الجزية، وأخبرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - عن رسالة ربنا أنه من قُتل منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثلها قط، ومن بقي منا ملك رقابكم»، ففي هذا الحديث بيان العلة التي لأجلها بعث عمر - رضي الله عنه - الجيوش إلى الأمصار يقاتلون الناس؛ وهي ما هم عليه من الشرك بالله تعالى واتخاذ الآلهة من دونه، ولو كان الأمر كما يقوله صاحب المقال لقال جبير: يقاتلون من اعتدى على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015