وهذا الحديث وإن كان ضعيفًا؛ فلبعضه شواهد في الصحيحين وغيرهما تُقويه.
قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) في الكلام على حديث عمر - رضي الله عنه - قوله: «لو كنتما» يدل على أنه كان تقدم نهيه عن ذلك، وفيه المعذرة لأهل الجهل بالحكم إذا كان مما يخفي مثله، قوله «لأوجعتكما» زاد الإسماعيلي «جلدًا»، ومن هذه الجهة يتبين كون هذا الحديث له حكم الرفع؛ لأن عمر - رضي الله عنه - لا يتوعدهما بالجلد إلا على مخالفة أمر توقيفي. انتهى.
وإذا كان هذا قول أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه - وأرضاه لرجلين رفعا أصواتهما في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكيف يقال في جهال أهل هذه الأزمان وغوغائهم، الذين يفعلون هذا المنكر كثيرًا في غالب الأوقات، ويضمون معه منكرات أخر.
منها: إساءة الأدب مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بكثرة الضجيج حول قبره ورفع الأصوات عنده.
ومنها: اختلاط الرجال بالنساء، وقد قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: إن اجتماع الرجال والنساء لبدعة. رواه الخلال بإسناده.
واختلاط الرجال بالنساء مما يثير الشهوة، ويدعو إلى الفتنة والشر والفساد، وقد ذكر لنا أن بعض السفهاء هناك يغامزون النساء، وربما مس بعضهم فروج بعضهن؛ ليعلموا من تلين معهم فتجيبهم إلى الفاحشة ممن تأبى ذلك.
وربما وقع من بعضهم ما هو أعظم من ذلك وأطم، وهو الشرك الأكبر