غربه الاسلام (صفحة 812)

الثالثة عشرة: الأمر بمخالفتهم والنهي عن التشبه بهم.

الرابعة عشرة: الرد على الموسوسين الذين لا يصلون في النعال والخفاف، ولا يدخلون المساجد فيها إما بالكلية كما في بعض الأماكن وإما إلى موضع الصلاة كما في أماكن أخرى، وهذا من الغلو والتعمق، والرغبة عما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين.

وقد جاء في الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا فرخص فيه، فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فخطب، فحمد الله ثم قال: «ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية» هذا لفظ البخاري.

ولفظ مسلم: قالت: صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرًا فترخص فيه، فبلغ ذلك ناسًا من أصحابه فكأنهم كرهوه وتنزهوا عنه، فبلغه ذلك فقام خطيبًا فقال: «ما بال رجال بلغهم عني أمر ترخصت فيه فكرهوه وتنزهوا عنه؟ فوالله لأنا أعلمهم بالله وأشدهم له خشية».

وفي لفظ له: قالت: رخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمر، فتنزه عنه ناس من الناس، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فغضب حتى بان الغضب في وجهه ثم قال: «ما بال أقوام يرغبون عما رخص لي فيه؟ فوالله لأنا أعلمهم بالله، وأشدهم له خشية».

وفي الصحيحين أيضا من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من رغب عن سُنتي فليس مِنِّي».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015