كان خاليًا على كثير من المنتسبين إلى العلم في زماننا هذا فضلا عن العامة، وقلَّ أن يُرى أحد يعمل في هذا بمقتضى حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، بل قد صار عمل الخاصة والعامة على خلافه، فتراهم يضعون النعال أمامهم وعن أيمانهم وعن أيمان الغير، ولا يرون بذلك بأسًا، والحامل لهم على هذا جهلهم بالسنة، فالواجب على من علم بأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا وغيره أن يُعلِّم الجاهلين به، فقد قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: جاء الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن قال: «ويل للعالم من الجاهل حيث لا يعلمه».
والواجب على الجاهل أن يقابل أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالرضا والتسليم.
وقد روى الحافظ أبو يعلى الموصلي عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا: «ويل للعالم من الجاهل، وويل للجاهل من العالم» وإنما يكون الويل للعالم إذا ترك تعليم الجاهل كما هو مصرح به في الحديث الذي ذكره الإمام أحمد رحمه الله تعالى، والويل للجاهل إذا أمره العالم بمعروف فلم يأتمر أو نهاه عن منكر فلم ينته، والله أعلم.
العاشرة: من فوائد الأحاديث المتقدمة أن العمل اليسير في الصلاة معفو عنه.
الحادية عشرة: أن الأمة أُسوتها نبيُّها - صلى الله عليه وسلم - في الأحكام ما لم يرد دليل على الاختصاص، ولهذا لما خلع النبي - صلى الله عليه وسلم - نعليه بادر الصحابة -رضي الله عنهم- فخلعوا نعالهم تأسيًا به.
الثانية عشرة: أن ترك الصلاة في النعال والخفاف من فعل اليهود.