فأخبر صلوات الله وسلامه عليه أن الجسد كله تبع للقلب في الصلاح أو الفساد، ومن ذلك حال العبد إذا دخل في الصلاة، إن أقبل عليها وخشع قلبه خشعت جميع الجوارح تبعًا له، وإن سها القلب ولها عمَّا هو فيه انبعثت الجوارح على أنواع العبث مما ذكرنا وما لم نذكره، فمنشأ العبث في الصلاة من غفلة القلب وعدم خشوعه، والله أعلم.
ومن الأحاديث في هذا الباب أيضا ما رواه مسلم في صحيحه، وأهل السنن إلا النسائي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من مس الحصى فقد لغا» قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
ومنها ما في الصحيحين، ومسند الإمام أحمد، والسنن الأربع، عن معيقيب - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الرجل يسوي التراب حيث يسجد قال: «إن كنت فاعلاً فواحدة».
وفي رواية لمسلم قال: ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - المسح في المسجد -يعني الحصى- قال: «إن كنت لابد فاعلاً فواحدة».
وفي أخرى له أنهم سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المسح في الصلاة، فقال: «واحدة».
وفي رواية أبي داود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تمسح وأنت تصلي، فإن كنت لابد فاعلاً فواحدة تسوية الحصى».
ومنها ما في المسند، والسنن، عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا قام أحدكم في الصلاة فلا يمسح الحصى، فإن الرحمة تواجهه» قال الترمذي: حديث حسن.