على البر والتقوى، والصلاة من أفضل البر، وقد جاء في الحديث «أن كل مصل راع ومسؤول عن رعيته»، وقد قيل: إن الإمام راع لمن يصلي بهم؛ فما أولى الإمام بالنصيحة لمن يصلي خلفه، وأن ينهاهم عن المسابقة في الركوع والسجود، وأن لا يركعوا ويسجدوا مع الإمام، بل يأمرهم بأن يكون ركوعهم وسجودهم ورفعهم وخفضهم بعده، وأن يحسن أدبهم وتعليمهم إذا كان راعيًا لهم، وكان غدًا مسؤولاً عنهم، فرحم الله رجلاً رأى أخاه يسبق الإمام فيركع أو يسجد معه، أو يصلي وحده فيسيء في صلاته، فينصحه ويأمره وينهاه ولم يسكت عنه؛ فإن نصيحته واجبة عليه لازمة له، وسكوته عنه إثم ووزر، وإن الشيطان يريد أن تسكتوا عن الكلام بما أمركم الله به، وأن تدعوا التعاون على البر والتقوى الذي أوصاكم الله به، والنصيحة التي عليكم بعضكم لبعض؛ لتكونوا مأثومين مأزورين؛ وأن يضمحل الدين ويذهب، وأن لا تحيوا سنة ولا تميتوا بدعة، فأطيعوا الله بما أمركم به من التناصح والتعاون على البر والتقوى، ولا تطيعوا الشيطان فإن الشيطان لكم عدو مبين.
وقد قال بعض أهل الجهل: ليس على من سبق الإمام ساهيًا شيء؛ تأويلاً منهم للحديث الذي جاء «ليس على من خلف الإمام سهو» وقد جاء الحديث بذلك، ولكنهم أخطأوا معناه وتأويله؛ إنما معناه: من قام ساهيًا فيما ينبغي له أن يجلس فيه، أو يجلس ساهيًا فيما له أن يقوم فيه، أو سهى فلم يَدرِ كم صلى ثلاثًا أو أربعًا، أو ترك بعض التكبيرات ساهيًا، فليس عليه سهو، وليس ذلك فيمن سبق الإمام. فلم يجئ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن