غربه الاسلام (صفحة 683)

والمحسن في صلاته شريك المسيء في صلاته إذا لم ينهه وينصحه.

قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في كتاب (الصلاة): سارق الصلاة قد وجب الإنكار عليه ممن رآه والنصيحة له، أرأيت لو أن سارقًا سرق درهمًا ألم يكن ذلك منكرًا ويجب الإنكار عليه ممن رآه؟ فسارق الصلاة أعظم سرقة من سرقة الدرهم، وجاء الحديث عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: «من رأى من يسيء في صلاته فلم ينهه شاركه في وزرها وعارها»، وجاء الحديث عن بلال بن سعد أنه قال: الخطيئة إذا خفيت لم تضر إلا صاحبها، فإذا ظهرت ولم تغير ضرت العامة، وإنما تضر العامة لتركهم لما يجب عليهم من الإنكار والتغيير على الذي ظهرت منه الخطيئة، فلو أن عبدًا صلى حيث لا يراه الناس فضيع صلاته ولم يتم الركوع ولا السجود كان وزر ذلك عليه، وإن صلى حيث يراه الناس وضيع صلاته فلم يتم ركوعها ولا سجودها كان وزر ذلك عليه وعليهم إذا تركوا الإنكار عليه، فاتقوا الله عباد الله في أموركم عامة، وفي صلاتكم خاصة، وأحكموها في أنفسكم وانصحوا فيها إخوانكم، فإنها آخر دينكم، فتمسكوا بآخر دينكم وما وصى به ربكم خاصة من بين الطاعات التي أوصى بها عامة، وتمسكوا بما عهد إليكم نبيكم - صلى الله عليه وسلم - من بين عهوده إليكم فيما افترض عليكم ربكم عامة.

وجاء الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان آخر وصيته لأمته عنه خروجه من الدنيا أنه قال: «اتقوا الله في الصلاة، وفيما ملكت أيمانكم»، وجاء الحديث أنها آخر وصية كل نبي لأمته، وآخر عهده إليهم عند خروجه من الدنيا، وهي آخر ما يذهب من الإسلام، ليس بعد ذهابها إسلام ولا دين،

وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من عمله، وهي عمود الإسلام إذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015