غربه الاسلام (صفحة 659)

الذين يعتادون النوم عن صلاة الصبح داخلون في حكم تاركها

وتقدم كلام ابن القيم رحمه الله تعالى في هذا المعنى مع الأحاديث في حكم تارك الصلاة.

وروى الترمذي، وابن أبي حاتم، والدارقطني، والحاكم في مستدركه، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من جمع بين الصلاة من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر».

وروى ابن أبي حاتم أيضا، عن أبي قتادة العدوي قال: قرئ علينا كتاب عمر - رضي الله عنه -: من الكبائر جمع بين الصلاتين؛ يعني من غير عذر، والفرار من الزحف، والنهبة.

وروى أبو داود، وابن ماجة، عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثة لا تقبل لهم صلاة؛ الرجل يؤم القوم وهم له كارهون، والرجل لا يأتي الصلاة إلا دبارًا؛ يعني بعدما يفوته الوقت، ومن اعتبد محررًا».

وما أكثر من لا يأتي الصلاة إلا دبارًا في زماننا، ولا سيما في صلاة الفجر، فإن كثيرًا من المتهاونين بالصلاة لا يصلونها إلا بعد ارتفاع الشمس، وهذا آية النفاق؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر ...» الحديث.

وقد تقدم في حكم تارك الصلاة ما ذكره ابن حزم، والحافظ عبد الحق الإشبيلي، عن جملة من الصحابة، وجمع من الأئمة بعدهم: أن من ترك صلاة فرض واحدة متعمدًا حتى يخرج وقتها فهو كافر، ولا يبعد أن يكون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015