غربه الاسلام (صفحة 612)

ذم السحر والساحر

{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} [الشعراء: 221 - 222]، وعلى ذلك قوله: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [البقرة: 102].

والثالث: ما يذهب إليه الأغتام (?)، وهو اسم لفعل يزعمون أنه من قوَّته يغير الصور والطبائع، فيجعل الإنسان حمارًا، ولا حقيقة لذلك عند المحصلين. انتهى.

وقال القرطبي: السحر؛ حيل صناعية يتوصل إليها بالاكتساب، غير أنها لدقتها لا يتوصل إليها إلا آحاد الناس، وأكثرها تخييلات بغير حقيقة وإيهامات بغير ثبوت، فيعظم عند من لا يعرف ذلك، كما قال الله تعالى عن سحرة فرعون: {وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} [الأعراف: 116]، مع أن حبالهم وعصيهم لم تخرج عن كونها حبالا وعصيًا، ثم قال: والحق أن لبعض أصناف السحر تأثيرًا في القلوب؛ كالحب والبغض وإلقاء الخير والشر، وفي الأبدان بالألم والسقم، وإنما المنكر أن الجماد ينقلب حيوانًا أو عكسه بسحر الساحر ونحو ذلك. انتهى.

وقال الهروي: معنى السحر؛ قلب الشيء في عين الإنسان، وليس بقلب الأعيان. انتهى.

وقد ذم الله تبارك وتعالى السحر والساحر، وأخبر أنه من المفسدين في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015