غربه الاسلام (صفحة 599)

ضرب عمر رضي الله عنه للنائحة

«إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا -وأشار إلى لسانه- أو يرحم».

زاد البخاري في روايته: «وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه».

وكان عمر - رضي الله عنه - يضرب فيه بالعصا، ويرمي بالحجارة، ويحثي بالتراب.

وذكر الحافظ الذهبي في كتاب (الكبائر) عن الأوزاعي، أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سمع صوت بكاء، فدخل ومعه غيره، فمال عليهم ضربًا حتى بلغ النائحة، فضربها حتى سقط خمارها، وقال: اضرب فإنها نائحة، ولا حرمة لها؛ إنها لا تبكي لشجوكم، إنها تهريق دموعها لأخذ دراهمكم، وإنها تؤذي موتاكم في قبورهم وأحياءكم في دورهم؛ لأنها تنهى عن الصبر وقد أمر الله به، وتأمر بالجزع وقد نهى الله عنه. انتهى.

وفي المسند من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما ماتت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكت النساء، فجعل عمر يضربهن بسوطه، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده وقال: مهلا يا عمر، ثم قال: «ابكين وإياكن ونعيق الشيطان» ثم قال: «إنه مهما كان من العين والقلب فمن الله عز وجل ومن الرحمة، وما كان من اليد واللسان من الشيطان».

وروى أبو نعيم في الحلية من حديث حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: لما مات إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صاح أسامة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما هذا؟! ليس هذا مِنّا، ليس لصائح حظ، القلب يحزن، والعين تدمع، ولا نُغضب الرب».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015