وقوله: وبه يحقن الدم؛ يعني مع التزام شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة.
وقوله: والثاني فوق الإيمان؛ لو قال مرادف الإيمان، كما عبر بذلك غيره لكان أولى، وقد سمى النبي - صلى الله عليه وسلم - الإسلام إيمانا في حديث ابن عباس في قصة وفد عبد القيس، وسمى الإيمان إسلاما في حديث عمرو بن عنبسة الذي رواه الإمام أحمد أن رجلا قال: يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال: «أن تُسلم قلبك لله، وأن يَسَلم المسلمون من لسانك ويدك»، قال: فأي الإسلام أفضل؟ قال: «الإيمان»، قال: وما الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت ..» الحديث، ففي هذا دليل لمن قال بالترادف كما يأتي.
وهذا الذي قرره الراغب قد ذكره البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه، وقرره الحافظ ابن حجر في فتح الباري تقريرا حسنا.
قال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الإيمان: باب: إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة، وكان على الاستسلام أو الخوف من القتل، لقوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا}، فإذا كان على الحقيقة فهو على قوله جل ذكره: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}، {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}.
قال الحافظ ابن حجر: ومحصل ما ذكره واستدل به أن الإسلام يطلق ويراد به الحقيقة الشرعية، وهو الذي يرادف الإيمان، وينفع عند الله، وعليه قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}، وقوله تعالى: {فَمَا