و "مَا" يجوز أن يكون للشرط، والفاء جواب الشرط، ويجوز أن يكون

بمعنى الذي و"الفاء" دخل لما فيه من معنى الشرطية، وقراءة من حذف

الفاء محمولة على الذي.

الغريب: لما لم يظهر الجزم في الشرط، جاز حذف الفاء من الجزاء.

العجيب: قال الكعبي في تفسيره: تعلق بهذه الآية من يقول

بالتناسخ وقالوا: لولا أن الأطفال والبهائم كانت لهم حالة كانوا عليها قبل هذه الحالة، ما كانوا ليتألموا.

قال: وقال الآخرون: لما بطل قول أصحاب التناسخ وصح أن الأطفال لا ذنوب لهم، صح أن الأطفال لا يألمون، ثم قال: هذا خطاب للبالغ العاقل، وليس فيهم طفل ولا بهيمة. انتهى كلامه.

وقال سائر المفسرين: إنها في البالغين عقوبة، وفي الأطفال مثوبة لهم

ولوالديهم.

قوله: (إن في ذلك لآياتٍ لكل صبّارٍ شكور) .

أي لكل مؤمن، وإن الإيمان نصفان، نصف صبر ونصف شكر.

وقيل: صبار في السفينة، شكور إذا خرج.

قوله: (وَيَعْلَمَ الَّذِينَ) .

من نصب، فبإضمار أن، قال أبو علي في الحجة: يجوز النصب في

العطف على الشرط، نحو أن تأتني وتعطيني أكرمك. تقديره، إن يكن منك

إتيان وإعطاء أكرمك.

قال: وكذلك العطف على الجزاء يجوز فيه النصب، نحو أن تكرمني أكرمك وأحسن إليك.

ومن رفع، فعلى الاستئناف.

قوله: (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015