المفسر، وأجاب الأولون عن قوله: إسحاق ذبيح الله، أن الصحيح من قول
النبي - عليه السلام - أنه قال: " الكريم بن الكريم بن الكريم: يوسف بن
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم "، والزوائد من الراوي. وقالوا: فلما قال:
(فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71)) .
علم إبراهيم - عليه السلام - أنه لم يؤمر بذبحه، ثم اختلفوا، فقال بعضهم: كان مأموراً بالذبح، لأن رؤيا الأنبياء حق، ولقوله: (افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ)
فذبحه والتام، وقال
بعضهم: كان مأموراً بالذبح ونسخ بالفداء، وقيل: لم يكن مأموراً بذبحه.
وكان يمر السكين على قفاه وحلقه صفحة من نحاس منعت السيهن عن
القطع، وقيل: كان مأموراً بالقدر الذي وجد منه بدليل قوله: (قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا) .
الغريب: رؤيا الأنبياء تنقسم قسمين:
رؤيا تقع كما تُرى، وذلك مثل ما رأى النبي - عليه السلام - أنه يدخل المسجد الحرام ومعه المؤمنون، فكان
كما رأى، لقوله: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ) الآية.
ورؤيا تعبر فتقع على غير ما يرى، كرؤيا يوسف عليه السلام، وهو قوله: (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا) الآية، فكانت أخوة يوسف وأبويه، لقوله: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ) الآية، وبعدها (هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ) ، وكانت رؤيا إبراهيم من القبيل الثاني، فاحتاط، فأخذ بظاهرها وعدها من القبيل الأول فقصَدَ ذبحَه، ففداه الله، وقال: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) ، وصفه