في الكهف في المداد فحسب اكتفاء بذكر أحدهما عن الآخر كما اكتفى بذكر
الأقلام والمداد عن ذكر ما يكتب عليه، وعن ذكر الكتبة لأن تقدير الآية لو
جعلت الأشجار أقلاما والبحار مدادا والسموات والأرض قرطاسا والأنس
والجن والملائكة كتبة ثم كتبوا منها عليها، ما نفِدت كلمات اللُه، ومعنى
قوله: (أقلام) أي بريت أقلاماً.
قال الشيخ الإمام: ويحتمل ولو أن ما في الأرض من شجرة شجرة أقلام فبريت أقلاما.
(سبعة أبحر) يريد به الكثرة، لا سبع العدد، وقوله في الكهف "ولو جئنا بمثله مددا) ، أي بأمثاله، يوافق هذه الآية، ومثل قد يقع للجمع، كقوله: (إنكم إذاً مِثلُهم) أي أمثالهم من نصب البحر عطفه على "مَا" ومن رفعه جعله مبتدأ "يمده" خبره، والتقدير، والبحر هذه حاله.
قوله: (كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ) .
أي كخلق نفس واحدة وبعثها.
قوله: (بنعمة الله) .
حال، أي منعماً بها عليكم.
الغريب: بنعمة الله، أي بالريح، لأن الريح من نعم الله.
قوله: (صَبَّارٍ شَكُورٍ)
أي صبار ما دام فيها، شكور إذا خرج، وقيل: صبار شكور أي مسلم.
لقوله: "الإيمان نصفان، نصف صبر، ونصف شكر".
قوله: (فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) .
أي مقيم على عبادةِ الله، ومنهم جاحد فحذف لأن قوله: (وَمَا يَجْحَدُ) يدل عليه، وقيل: (فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) ، ذم، ومعناه جاحد.