والغريب: ما سبق، أنه من "سبح" إذا رفع صوته، قال الشاعر:
قبح الإله وجوه تغلب كلما. . . سبحَ الحجيج وكبروا إهلالا
قوله: (أَسْرَى بِعَبْدِهِ) ، السرى والإسراء، الذهاب في اللبل.
يعديان بالباء، وقيده بالليل مع أن الإسراء لا يكون إلا بالليل تاكيداً ونفياً
للمجاز الذي يستعمل له السرى نحو سرى الشيء في الشيء إذا جرى وخفي
فيه، وقيل، ذكره تعليلاً للوقت، وقيل: ليلا دل على وسط الليل ولم يكن
إدْلاجاً ولا ادّلاجاً، ومذهب أهل السنة والجماعة في المعراج أنه أسرى
بروحه وجسده إلى بيت المقدس، ثم إلى السماوات حتى انتهى إلى سدرة
المنتهى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) .
الغريب: عائشة قالت، أسري بروحه ولم يسر بجسده.
العجيب: ذهب معاوية إلى أن ذلك كان رؤيا من الله صادقة.
والقول هو الأول، وعليه يدل ظاهر القرآن، وورد في صحته ما لا يحصى
من الأخبار، ولو كانت رؤيا ما أنكرتها قريش حتى ارتدت جماعة ممن كانوا
أسلموا حين سمعوا منه هذا الكلام، لأن الرؤيا في المنام لا ينكر مثل ذلك
ولا ما هو أعلى منها.
قوله: (وَجَعلناهُ هُدىً) قيل التوراة.
الغريب: موسى.
(أَلَّا تَتَّخِذُوا) - بالياء -، وجهه ظاهر، أي لأن لا يتخذوا، ووجه
التاء أن يحمل على تلوين الخطاب، وهو كالوجه الأول، وقيل: المقول
مضمر، وهذا لا يصح، لأن المقول لا يخلو من أن يقع بعده جملة محكية