العجيب: قيل: جائز أن يكون الله لم يُعْلِمْ عيسى أنه لا يغفر الشرك.
وهذا بعيد، ويحتمل معنى دقيقا، وهو: أنَّ قولَه: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ) شرط
وقوله: (فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ) جزاؤُه، فالعبودية صارت معلقة بالتعذيب، وهذا ليس بالسهل، لأن الظاهر يقتضي أن لا يكونوا عباده إذا لم يعذبهم، فاستدرك بقوله: (وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ) والمراد به: وإن لم تعذبهم لا سؤال المغفرة لهم، ولهذا لم يختم الآية بالغفران والرحمة، بل قال: (فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ، ومثله من الفقه، إن دخلت الدار فأنتَ حرٌّ وإن لم تدخل. عُتِقَ
في الحال، لأن هذا كلام من شرط ثم أنجز - والله أعلم -.
(قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ) .
الرفع على الابتداء، والخبر، والنصب له وجوه:
أحدها: أن هذا مفعول قال، و "يَوْمُ" ظرف له أي يقول الله هذا يَوْمُ يَنْفَعُ. الثاني: أن هذا مبتدأ "يَوْمُ" ظرف، وهو خبر المبتدأ، أي هذا يقع يوم ينفع.
الغريب: "يَوْمُ" مبني لإضافته إلى الجملة، وعند البصريين.
إنما يبنى على الفتح إذا أضافه إلى الماضي نحو قول الشاعر:
عَلَى حينَ عَاتَبْتُ المشِيبَ على الصِّبَا. . . فَقُلْتُ: ألَمَّا أصْحُ والشَّيْبُ وَازعُ
أو إلى مبني، نحو: يومئذٍ، ليلتئذٍ.