سؤال: لم قال في الفتح: (مِنْهُمْ مَغْفِرَةً) - بالنصب -، وفي هذه
السورة: (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) - بالرفع -؟
الجواب: لما بالغ في وصفهم هناك كل المبالغة، صرح بالموجود، فقال: (مِنْهُمْ مَغْفِرَةً) - بالنصب -، وها هنا لما لم يكن تلك المبالغة اكتفى بالموعود، واستدلال من استدل في الآية بقول الشاعر:
وَجَدْنا الصَّالحين لهم جزاءَ. . . وَجِنَّاتٍ وَعَيناً سَلْسَبِيَلا
بعيد، لأن "وجد" تأني على وجوه.
فيه قولان: أحدهما: أن جزاء الشرط (إِنِّي مَعَكُمْ) .
والثاني: أن جزاء الشرط قوله: (لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ) ، على تقدير، والله لأكفرن، واللام في "لَئِنْ" لامُ توطئةِ القسم، وقد سبق.
قوله: (قَاسِيَةً) .
صلبة شديدة، وقرئ: "قسيَّة" للمبالغة في الذم، لأن بناء فعيل.
أبلغ من فاعل.
الغريب: قسيَّة، ردية تقول درهم قسي، أي بهرَج زائف، وسمى
بذلك لشدة صوته بالغش الذي فيه.
قوله: (عَلَى خَائِنَةٍ)
هي مصدر كالعافية، أي خيانة، وقيل: على فرقة خائنة.