أي بالله رب الناس، فحذف الموصوف، وصرح بذكر الناس خمس
مرات، وكان القياس أن يصرح بالاسم مرة، ثم يكنى عنه، كغيرها من
الآيات وكغيره من الأسماء، لكن صرح لانفصال كل آية من الأخرى، لعدم
حرف العطف، وقيل: صرح به تعظيماً له وتكرمة. وقيل: لأن كل واحد
من ذلك غير الآخر، فإن المراد برب الناس، الأطفال، ولفظ الرب المنبيء
عن التربية يدل عليه. وبقوله: ملك الناس الشبان، ولفظ الملك المنبيء
عن السياية يدل عليه. وبقوله: إله الناس الشيوخ، ولفظ الإله المنبيء عن
العبادة والتأله يدل عليه. والمراد بقوله: (صدور الناس) الصالحون الأبرار.
فإن الشيطان مولع بإغرائهم. والمراد بقوله: (من الجنة والناس) الطالحون
الأشرار، وعطفه على المعوذ منهم يدل عليه.
هو مصدر كالزلزال، والوسواس من الشيطان، وقيل: وهو الغريب:
وسواس الإنسان من نفسه، وهي وسوسته الذي يحدث بها نفسه.
هو من الخنوس، وهو التأخر. وجاء في
الحديث: ان الشيطانَ جاثم على قلب ابن آدم فإذا ذكر الله تنحى وخنس.
وإذا غفل التقم قلبه فحدَّثَه ومنَّاه.