من للتبيين، والمشركين عطف على أهل الكتاب، وقيل: من
للتبعيض، والمشركين عطف على الذين كفروا، واتبع الذين لفظا للجوار.
بدليل قراءة ابن مسعود: "لَمْ يكنِ المشركينَ وأهلَ الكتاب منفكين ".
قال الشيخ الإمام: الغريب: يحتمل أن قوله "والمشركين " مفعول معه
من وجهين: أحدهما: على تقدير العطف على الذين، والثاني: على الواو
في كفروا، فإن المفسرين من آخرهم: فسروا منفكين تفسيرين أحدهما عام
يشمل أهل الكتاب والمشركين. والثاني: يخص أهل الكتاب دون
المشركين، فيصير حمله على ما قبله، إلا أن نجعل الواو بمعنى مع، فيصير
كقولك: لم يكن الذي ترك والأسد راكبا خيرا من الذي ترك دون الأسد.
قوله: (منفكين) أي عن الكفر. وانفك يأتي على وجهين:
أحدهما: بمعنى: انفصل، كما في الآية. والثاني: بمعنى: زال. فيصير من
باب كان، ويلزمه حرف النفي، ولا يدخل إلا في خبره.
قوله: (رَسُولٌ) : بدل من البينة، وقيل: هي رسول.
الغريب: الذي جاءهم رسول.