قوله تعالى: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) .
أي أخبر قومك ما ليس لهم به علم، ثم بين، فقال: (أُوحِيَ إِلَيَّ) .
الجمهور على أن الهاء تعود إلى الأمر والشأن.
قال الشيخ: الغريب: يحتمل أنه يعود إلى القرآن، أي أن القرآن استمعه
نفر من الجن.
أوعلى الوجه الأول استمع نفر من الجن القرآن، وأنه في محل
رفع مفعول ما لم يسم فاعله، وكذلك ما عطف عليه -
الغريب: أجاز الفراء: أن يكون "وَأَنَّهُ تَعَالَى" وما بعده عطفاً على
الهاء في قوله، (آمَنَّا بِهِ) . وهذا مع امتناعه عند البصريين جائز، لأنه كثر
حذف الباء مع أنَّ.
الجن:جيل رقاق الأجسام خفية، خلق من النار على صورة تخالف الملك والإنسان، موصوف بالعقل، كالإنس والملك.
ولا يظهرون للإنس إلا صاحب معجزة، وهم أولاد إبليس، منهم مؤمن.
ومنهم كافر، والكافر منهم يسمى شيطاناً.
ابن عباس: الجن ولد الجان وليسوا بشياطن. والشياطين أولاد إبليس. والنفر دون العشرة. قيل: كانوا تسعة، وقيل: سبعة.