قال تعالى: (سَبَّحَ لِلَّهِ)
سبق أول بني إسرائيل.
كان القياس، وما في الأرض، لكنهُ نزل المكانين منزلة مكان واحد.
وجعل الخلق فيهما خلقاً واحدا موافقة لما بعدها فإن ذكر السماوات والأرض
تكرر في هذه الآيات الخمس أربع مرات، ومثله آخر الحشر "يسبح له ما في
السموات والأرض" لما تقدم ذكر الخالق البارىء نزل الخلق منزلة خلق
واحد، والمكانين منزلة مكان واحد، وفي سائرها "ما في السماوات وما في
الأرض" على القياس.
قوله: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ) .
الأول: اسم لمفرد سابق، وهو يأتي على ئلاثة أوجه.
اسم منصف، نقول: ما تركت له أولا ولا آخراً، أي: لا قديما ولا
حديثا، وهذا هو الذي يقع في حق الله سبحانه.
والثاني: صفة، وهذا يلزمه من أو الإضافة أو الألف واللام، لأنه من
باب أفْعَلَ مِن، ولهذا قيل: لا يقال: "الله" هو أول الأشياء، ولا أول كل شيء، لأنها لا توافقه ولا هو مثلها، وأفعل يضاف إلى ما هو بعض منه، وقد
تحذف منه من وهي مرادة.