غرائب الاغتراب (صفحة 222)

يضيء في نوره الموقود

ترجم فيها من الأعلام ... من فاق مجداً على الأعلام

كشيخ إسلامها الطمطام ... وصدرها الباسل القمقام

وغير هذا وذا من صيد

وكم عويص بها قد حلا ... عن خلد كل ذكرٍ مثلا

جزاه مولاه عنا فضلا ... ومن رضاه سقاه وبلا

يغشاه في المضجع المبرود

نحباً قضى بعدما أفتى ... حياه مولاه محيي الموتى

وكم علومٍ حواها شتى ... أخلص لله فيها حتى

قد فاز في غاية المقصود

وله أيضاً. لا زال نظمه يخجل روضا.

إن هذا الكتاب خير كتاب ... دونت فيه رحلة للشهاب

بعلوم همي كوبل سحاب ... وفهوم طمي كفيض عباب

فيه قد حث أينقاً لذهاب ... وبه ساق سيفاً لإياب

فحري بأن يسمى كما قد ... كان سماه) نزهة الألباب (

كم وقفنا منه على خير مسعى ... للمعالي من غير حث ركاب

ما وعت قط مثله من تليدٍ ... وطريف حقائب الأحقاب

فتنزه منه بروضة أنس ... وتسل عن وحشة واكتئاب

واجتن من أوراقها ثمراتٍ ... وتفكه منها بلب اللباب

واجتل من حاناتها خندرياً ... رصعتها فرايد من حباب

وإذا رمت للمعالي طريقاً ... فاهتد في كواكب الأكواب

وأجل بعملات فكرك فيها ... واغترب في) غرائب الاغتراب (

وتأسف على مؤلفها الطو ... د المنيع الذري الرفيع الجناب

وترحم إن استطعت عليه

عدد الرمل والحصى والتراب

) تقريظ آخر له أيضاً (

لله رحلة مولانا الشهاب فكم ... طوت مفاوز أعيت كل خربت

وأفحمت كل منطيق شقاشقها ... أنى وقد أسكتت مثلي أين سكبت

فلو رآها ابن كبريت لقال سرت ... ) أوائل النار في أطراف كبريت (

) وتقريظ آخر (للكامل الذي رتق بكماله فتق نقص الزمان. والفاضل الذي سحب فاضل ذيل فضله على سحبان. الأمين السري.) محمد أمين أفندي العمري (. وهو هذا: سافر إنسان عيني في مفاوز هذه الرحلة الغرباء مسافرة القوافل السائرة. وقطعها مرحلة فمرحلة. وسرى بريد فكري في منازلها الفسيحة الأرجاء مسرى البدور السافرة. وتعداها منزلة فمنزلة. فشاهد فيها عجائب وغرائب لم يفصح عنها معجم البلدان. وعاين في ألوان مزاياها صوراً وهياكل لم تطبع في مرآة الزمان وليس الخبر كالعيان. وجلى نظرة الكليل بما انطبع فيها من غرائب الأشكال الجالية لكل ناظر. ورجع قرير العين لا بخفي حنين كما قر عيناً بالإياب المسافر. وظهر له من سيره فيها بالطول والعرض. سر قوله تعالى) أولم يسيروا في الأرض (. ورأى كل رحلة طالت قبلها بلا طائل. بل دونها في الظرافة واللطافة بمراحل. وعاد من سفره نشوان من نشوة المدام. ولا عود الشهاب أبي الثنا إلى مدينة السلام. لا زال نشوان من مدام ألطاف ربه. مع جميع ندمائه وصحبه.

وللأديب الحاج جواد الشهير ببذكت الكربلائي وهو قوله:

لا ريب في هذا الكتاب لما به ... من وصل طلاب بفضل خطاب

ماذا أفوه من الثنا وأبو الثنا ... قد فاه فيه بحكمة وصواب

في كل حرفٍ للأنام هداية ... فكأن لفظ شهاب ضوء شهاب

بهداه لزم لب كل موحد ... ودليل ذلك نزهة الألباب

) تقريظ آخر (للفاضل الأديب. والكامل الأريب. ذي الفضل المزيد. الوافر المديد. السيد محمد سعيد. وذلك قوله: قد طالعت كتاب غرائب الاغتراب. ونزهة الألباب. رحلة مولانا الشهاب. ومن أوتي الحكمة وفصل الخطاب. فرأيته كتاباً يبهر ذوي الألباب. بما أودع فيه من الحكم والآداب. كيف لا ومصنفه الإمام الذي أتى في مصنفاته بالعجب العجاب. ومن نظر في كتابه هذا وجده مرآةً لما كانت عليه عاصمة البلاد الإسلامية يومئذٍ بلا ارتياب. فقد وصف فيه ما شاهده من مبانٍ ومغانٍ وقصور ومصانع ومن تحلى فيه من الفضل بأبهى جلباب. فسبحان من خص عباده يقصر عن بيانها الإيجاز والإطناب. وهكذا سلك فيما شاهده من البلاد التي مر عليها منذ مفارقة الوطن إلى والمآب. فدونكم يا بني الأدب. فهذه رياضكم قد أزهرت وسموا سوام أنظاركم لترتع في أخصب المراتع من رياض الآداب. وهذه حميا الفصاحة قد طافت بكؤوسها أبكار الأفكار فما شراب كسراب. ذلك بعض فضل الله على مصنفه نعم العبد إنه أواب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015