الْفَقْرَ» رَوَاهُ الدَّيْلَمِيُّ لَا يَصِحُّ كَمَا فِي الْبَدْرِ الْمُنِيرِ وَالتَّسْهِيلِ.

وَحَدِيثُ «تَخَتَّمُوا بِالزَّبَرْجَدِ فَإِنَّهُ يُسْرٌ لَا عُسْرَ فِيهِ» قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ: هُوَ مَوْضُوعٌ.

وَفِي النِّهَايَةِ «تَخَتَّمُوا بِالْيَاقُوتِ فَإِنَّهُ يَنْفِي الْفَقْرَ» قَالَ بَعْضُهُمْ: يُرِيدُ أَنَّهُ إذَا ذَهَبَ مَالُهُ فَبَاعَهُ وَجَدَ فِيهِ غِنًى.

قَالَ: وَالْأَشْبَهُ إنْ صَحَّ الْحَدِيثُ أَنْ يَكُونَ لِخَاصِّيَّةٍ فِيهِ.

وَذَكَرَهُ الْحَافِظُ السُّيُوطِيّ فِي مُخْتَصَرِ النِّهَايَةِ وَفِي شَرْحِ الشَّمَائِلِ.

وَفِي خَبَرٍ ضَعِيفٍ أَنَّ التَّخَتُّمَ بِالْيَاقُوتِ الْأَصْفَرِ يَمْنَعُ الطَّاعُونَ. انْتَهَى.

قُلْت: ذَكَرَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ عِنْدَ حَدِيثِ «تَخَتَّمُوا بِالْعَقِيقِ» لَهُ طُرُقٌ كُلُّهَا وَاهِيَةٌ، وَكَذَا مَا رُوِيَ فِي الْيَاقُوتِ، وَتَقَدَّمَ آنِفًا

وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: مَا افْتَقَرَتْ كَفٌّ تَخَتَّمَتْ بِفَيْرُوزَجَ، قَالَ: وَقِيلَ الْخَوَاتِمُ أَرْبَعَةٌ: الْيَاقُوتُ لِلْعَطَشِ، وَالْفَيْرُوزَجُ لِلْفَأْلِ، وَالْعَقِيقُ لِلسِّنَةِ، وَالْحَدِيدُ الصِّينِيُّ لِلْحِرْزِ انْتَهَى.

وَقَدْ عَلِمْت أَنَّهُ لَمْ يَصِحَّ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ عَنْ حَضْرَةِ الرِّسَالَةِ وَاَللَّهُ الْمُوَفِّقُ.

مَطْلَبٌ: يُكْرَهُ اتِّخَاذُ الْخَاتَمِ مِنْ نُحَاسٍ وَرَصَاصٍ وَحَدِيدٍ

وَيُكْرَهُ مِنْ صُفْرٍ رَصَاصِ حَدِيدِهِمْ ... وَيَحْرُمُ لِلذُّكْرَانِ خَاتَمُ عَسْجَدِ

(وَيُكْرَهُ) تَنْزِيهًا فِي الْأَصَحِّ لِلرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ اتِّخَاذُ خَاتَمٍ (مِنْ صُفْرٍ) بِضَمِّ الصَّادِ الْمُهْمَلَةِ كَقُفْلٍ نَوْعٌ مِنْ النُّحَاسِ، وَصَانِعُهُ يُقَالُ لَهُ: الصُّفَارُ كَمَا فِي الْقَامُوسِ. وَقَالَ فِي الْمُطْلِعِ: الصُّفْرُ ضَرْبٌ مِنْ النُّحَاسِ، وَقِيلَ: مَا صُفِرَ مِنْهُ، وَالصُّفْرُ لُغَةٌ فِيهِ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ وَحْدَهُ، وَالضَّمُّ أَجْوَدُ، وَنَفَى بَعْضُهُمْ الْكَسْرَ. انْتَهَى.

وَمُرَادُ النَّاظِمِ يُكْرَهُ اتِّخَاذُ الْخَاتَمِ مِنْ نُحَاسٍ.

وَرُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَمَا فِي حَدِيثِ بُرَيْدَةَ قَالَ لِرَجُلٍ لَبِسَ خَاتَمًا مِنْ صُفْرٍ «أَجِدُ مِنْك رِيحَ الْأَصْنَامِ» احْتَجَّ بِهِ الْإِمَامُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - كَمَا فِي الْفُرُوعِ.

وَكَذَا يُكْرَهُ الْخَاتَمُ أَيْضًا مِنْ (رَصَاصٍ) بِفَتْحِ الرَّاءِ مَعْرُوفٌ الْقِطْعَةُ مِنْهُ رَصَاصَةٌ.

قَالَ فِي الْقَامُوسِ: الرَّصَاصُ كَسَحَابٍ: مَعْرُوفٌ وَلَا يُكْسَرُ ضَرْبَانِ، أَسْوَدُ، وَهُوَ الْأُسْرُبُّ وَالْأَبَّارُ، وَأَبْيَضُ وَهُوَ الْقَلَعِيُّ. انْتَهَى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015