السِّبَاعِ فِيهِ شَبَهٌ مِنْ الْأَسَدِ غَيْرَ أَنَّهُ شَرِسُ الْأَخْلَاقِ لَا يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ حَتَّى يَبْلُغَ مِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ أَنْ يَقْتُلَ نَفْسَهُ، وَيُجْمَعُ عَلَى أَنْمَارٍ وَأَنْمُرٍ وَنُمُرٍ وَنِمَارٍ وَنُمُورٍ، وَالْأُنْثَى نَمِرَةٌ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: يُقَالُ تَنَمَّرَ فُلَانٌ أَيْ تَفَكَّرَ وَتَغَيَّرَ؛ لِأَنَّ النَّمِرَ لَا تَلْقَاهُ أَبَدًا إلَّا مُتَفَكِّرًا غَضْبَانًا قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِ يَكْرِبَ:
قَوْمٌ إذَا لَبِسُوا الْجُلُودَ ... تَنَمَّرُوا خُلُقًا وَقَدًّا
يُرِيدُ تَشَبَّهُوا بِالنَّمِرِ لِاخْتِلَافِ أَلْوَانِ الْقَدِّ، وَالْحَدِيدِ.
قَالَ فِي حَيَاةِ الْحَيَوَانِ: مِزَاجُ النَّمِرِ كَمِزَاجِ السَّبْعِ، وَهُوَ صِنْفَانِ: عَظِيمُ الْجُثَّةِ قَصِيرُ الذَّنَبِ، وَعَكْسُهُ، وَكُلُّهُ ذُو قَهْرٍ وَقُوَّةٍ وَسَطَوَاتٍ صَادِقَةٍ وَوَثَبَاتٍ شَدِيدَةٍ، وَهُوَ أَعْدَى عَدُوِّ الْحَيَوَانَاتِ لَا تَرْدَعُهُ سَطْوَةُ أَحَدٍ، وَهُوَ مُعْجَبٌ بِنَفْسِهِ، فَإِذَا شَبِعَ نَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَنَكْهَتُهُ طَيِّبَةٌ بِخِلَافِ السَّبْعِ، وَإِذَا مَرِضَ فَأَكَلَ الْفَأْرَ زَالَ مَرَضُهُ، وَفِي طَبْعِهِ عَدَاوَةٌ لِلْأَسَدِ، وَعِنْدَهُ شَرَفُ النَّفْسِ يُقَالُ: إنَّهُ لَا يَأْكُلُ جِيفَةً وَلَا يَأْكُلُ مِنْ صَيْدِ غَيْرِهِ، وَأَدْنَى وَثْبَتِهِ عِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَأَكْثَرُهَا أَرْبَعُونَ. وَفِيهِ أَلْغَزَ بَعْضُهُمْ بِقَوْلِهِ: (هَاكَ قُلْ لِي مَا اسْمُ شَيْءٍ، حَيَوَانٍ فِيهِ شَرُّ؟ إنْ تُصَحِّفْهُ فَحُلْوٌ، لَكِنْ الثُّلْثَانِ مُرُّ) مُرَادُهُ بِالتَّصْحِيفِ تَمْرٌ بَدَلُ نَمِرٍ.
(وَ) كَ (مَرْثَدٍ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الرَّاءِ وَفَتْحِ الْمُثَلَّثَةِ مِنْ أَسْمَاءِ الْأَسَدِ قَالَ فِي الْقَامُوسِ: مَرْثَدٌ كَمَسْكَنٍ: الرَّجُلُ الْكَرِيمُ، وَالْأَسَدُ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الْأَسَدُ لَهُ خَمْسُمِائَةِ اسْمٍ وَصِفَةٍ، وَزَادَ عَلَيْهِ ابْنُ جَعْفَرٍ اللُّغَوِيُّ مِائَةً وَثَلَاثِينَ اسْمًا. فَمِنْ أَشْهَرِهَا أُسَامَةُ، وَالْحَارِثُ، وَحَيْدَرَةُ. وَالدَّوْكَسُ وَالرِّئْبَالُ، وَزُفَرُ، وَالسَّبُعُ، وَالْهِزَبْرُ، وَالضِّرْغَامُ، وَالضَّيْغَمُ، وَالْعَنْبَسُ، وَالْغَضَنْفَرُ، وَالْقَسْوَرَةُ، وَالْهِرْمَاسُ، وَاللَّيْثُ، وَالْوَرْدُ، وَهُوَ أَنْوَاعٌ كَثِيرَةٌ.
قَالَ أَرِسْطُو: رَأَيْت نَوْعًا مِنْهَا يُشْبِهُ وَجْهَ الْإِنْسَانِ، وَجَسَدُهُ شَدِيدُ الْحُمْرَةِ، وَذَنَبُهُ شَبِيهٌ بِذَنَبِ الْعَقْرَبِ. قَالَ فِي حَيَاةِ الْحَيَوَانِ، وَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: الْوَرْدُ، وَفِيهِ مَا يَكُونُ عَلَى شَكْلِ الْبَقَرِ لَهُ قُرُونٌ سُودٌ نَحْوُ شِبْرٍ، وَأَمَّا السَّبْعُ الْمَعْرُوفُ فَأَصْحَابُ الْكَلَامِ فِي طَبَائِعِ الْحَيَوَانِ يَقُولُونَ: الْأُنْثَى لَا تَضَعُ إلَّا جَرْوًا وَاحِدًا، وَتَضَعُهُ لَحْمَةً لَيْسَ فِيهِ حِسٌّ وَلَا حَرَكَةٌ، فَتَحْرُسُهُ حَتَّى يَتَنَفَّسَ وَتَنْفَرِجَ