وَلَا زَالَ رضْوَانُ الإِلهِ مباكِرًا ... ثرىً ضَمَّهُ ما حَنَّ بيتٌ لِطائفِ
وكان الشيخُ في الإعتقادِ والأصولِ على مذهبِ السلف الصالح -رضوان الله عليهم- مِن التسليمِ المطلق للنصوص، وعدم تأويلها وصرفها عن ظاهرها كما يظهر جليًا في كتابه "أقاويل الثِّقات" ..
أَخَذَ -رحمه الله- العلمَ عن شيوخ عَصْرِهِ.
ففي القدس، أخذ الفقهَ عن الشيخ محمد المَرْداوي، وعن القاضي يحيى بن موسى الحِجَّاوي.
وفي مصر، أخذ الحديثَ والتفسيرَ عن الشيخ الإِمام محمد بن محمد بن عبد الله القَلْقَشَنْدي المعروف بمحمد حجازي الواعظ، والمحقِّقِ أحمد بن محمد الغُنَيْمي، وكثير من المشايخ المصريين، وأجازوه (?).
تصدَّر المصنف -رحمه الله- للإِقراء والتدريس بجامع الأزهر، ثم تولّى المشيخة بجامع السلطان حسن، ثم أخذها عنه عصريُّه العلّامةُ إبراهيم بن محمد المصري الشافعي، الملقب ببرهان الدين الميموني، ووقع بينهما ما يقع بين الأقران، وألَّف كلٌّ منهما في الآخر رسائل.
كان -رحمه الله- منهمكًا في العلوم انهماكًا كليًّا، فقطع زمانه بالإِفتاء والتدريس، والتحقيق والتصنيف، فسارت بتآليفه الركبان،