كان -رحمه الله- في الفروع على مذهب الإِمام المبجَّل أحمد ابن حنبل، عارفًا به، ومنافحًا عنه، وعاشقًا له، يدلّ على ذلك قولُه:
لَئِنْ قَلَّدَ النَّاسُ الأئمَّةَ إنني ... لَفِي مذهبِ الحَبْر ابن حنبلِ راغبُ
أُقلِّدُ فتواهُ وأعشقُ قولَهُ ... وللناسِ فيما يعشقونَ مذاهبُ
وهو -رحمه الله- أحدُ أكابر علماء الحنابلة في عصرهِ، وكان إمامًا، محدِّثًا، فقيهًا، ذا اطّلاعٍ واسعٍ على نقول الفقه، ودقائق الحديثِ، ومعرفةٍ تامةٍ بالعلوم المتداولة.
وقال الأستاذ الزّرِكْلي في حاشية كتابه "الأعلام": 7/ 204: وفي تعليق الشيخ عبد الله البسَّام: إنه -يعني الشيخ مرعيًّا- كان مقلِّدًا متقيِّدًا، لا يخرج عن المذهب الحنبلي قيد شعرة واحدة.
ونَعَتَهُ صاحبُ كتاب "النعت الأكمل": بأنه شيخُ مشايخ الإِسلام، أوحد العلماء المحققين الأعلام؛ واحد عصره وأوانه، ووحيد دهره وزمانه؛ صاحب التآليف العديدة، والفوائد الفريدة، والتحريرات المفيدة؛ خاتمة أعيان العلماء المتأخرين .. ثم أطال في الإِطراء وإسباغ الألقاب والأوصاف عليه، ثم قال يمدحه:
حَوَى السَّبقَ في كلِّ المعارفِ يا لَهُ ... إمامٌ هُمامٌ حازَ كلَّ العوارفِ
وقد صارَ ممنوحًا بكلِّ فضيلةٍ ... بظِلٍّ ظليلٍ بالعَوَارِفِ وارِفِ
وحازَ بِجدٍّ واجتهادٍ ومِنْحَةٍ ... لِمَا عنه حقًّا كَلَّ كُلُّ الغطارفِ
سقى اللهُ تربًا ضمَّه وَابلَ الحيا ... بِجَنَّاتِ عَدْنٍ آمِنًا مِن مخاوفِ