فقال: حدثنا محمد بن سند نسبه إلى جدّ له أعلى كما تقدم، وقد ذكر الدارقطني ما يقتضي تضعيفه وبالغ الذهبي فقال: وهو مع علمه وجلالته ليس بثقة وخيار من أثنى عليه الداني فقبله وزكاه قلت: وناهيك بالداني سيما في رجال القراءة، وأما قول أبي أحمد السامري: سمعت ابن شنبوذ يقول: خرجت من دمشق وقد فرغت من الأخفش فإذا بقافلة مقبلة فيها أبو بكر النقاش, بيده رغيف فقال لي: ما فعل الأخفش؟ قلت: توفي قال: فانصرف النقاش ثم قال: قرأت على الأخفش فإن السامري ضعيف، قال الداني: النقاش جائز القول مقبول الشهادة, سمعت عبد العزيز بن جعفر يقول: كان النقاش يقصد في قراءة ابن كثير وابن عامر لعلو إسناده فيهما وكان له بيت ملأ كتب1 وكان أبو الحسن الدارقطني يستملي له وينتقي للناس من حديثه، وأما ما وقع في التجريد من أنه قرأ على الحلواني عن الأخفش فوهم من صاحب التجريد كما بينا في ترجمة الحلواني، وقد حدث عنه ابن مجاهد في حياته، وقال أبو الحسن بن الفضل القطان: حضرت النقاش وهو يجود بنفسه في ثالث شوال سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة فجعل يحرك شفتيه, ثم نادى بعلو صوته: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} يرددها ثلاثا ثم خرجت نفسه.

2939- محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد أبو عبد الله2 الداني, يعرف بابن غلام الفرس, إمام مقرئ نحوي لغوي، ولد سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة والفرس لقب إنسان تاجر من أهل دانية, وهو أستاذ سعيد المذكور، قرأ على أبي داود وابن الدوش وابن البياز وموسى بن سليمان اللخمي وعبد العزيز بن عبد الملك, ورحل ثانية بعد العشرين وخمسمائة فأخذ عن السلفي وأخذ السلفي عنه, وقرأ على الحسن بن عبد الله بن العرجاء، ورجع وتصدر, قرأ عليه محمد بن عبد العزيز بن سعادة ومحمد بن أبي العاص النفزي وابنه أحمد بن محمد بن أبي العاص وأبو جعفر أحمد بن علي الحصار وعبد الله بن يحيى ابن صاحب الصلاة ويوسف بن عبد الله الفهري ويوسف بن سليمان البلنسي، وأخذ اللغة والنحو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015