النحوي اللغوي الشافعي شيخ مشايخ الإقراء بدمشق، ولد سنة ثمان أوتسع وخمسين وخمسمائة بسخا من عمل مصر وسمع بإسكندرية من السلفي وأبي طاهر بن عوف وبمصر من عساكر بن علي والبوصيري وابن ياسين غيرهم، قرأ القراءات بالديار المصرية علة ولي الله أبي القاسم الشاطبي وبه انتفع على أبي الجود وأبي الفضل محمد بن يوسف الغزنوي وعساكر بن علي ثم رحل إلى دمشق فقرأ القراءات الكثيرة على أبي اليمن الكندي، وأخذ عنه النحو واللغة والأدب وروى كتاب المصابح لأبي الكرم الشهرزوري بقراءته عن داود بن أحمد بن محمد البغدادي عن المؤلف سماعًا وسمع من القاسم بن عساكر وحنبل بن عبد الله وابن طبرزد وغيرهم، وكان إمامًا علامة محققًا مقرئًا مجودًا بصيرًا بالقراءات وعللها إمامًا في النحو واللغة والتفسير والأدب أتقن هذه العلوم اتقانًا بليغًا وليس في عصره من يلحقه فيها وكان عالمًا بكثير من العلوم غير ذلك مفتيا1 أصوليًا مناظرًا وكان مع ذلك دينا خيرًا متواضعًا مطرح التكلف حلو المحاضرة حسن النادرة حاد القريحة من أذكياء بني آدم وافر الحرمة كبير القدر محببًا إلى الناس ليس له شغل إلا العلم والإفادة أقرأ الناس نيفًا وأربعين سنة بجامع دمشق عند رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام ثم بتربة أم الصالح ولأجله بنيت وبسببه جعل شرطها على الشيخ أن يكون أعلم أهل البلد بالقراءات فقصده الطلبة من الآفاق وازدحموا عليه وتنافسوا في الأخذ عنه، قال الحافظ أبو عبد الله في تاريخ الاسلام: قرأ عليه خلق كثير إلى الغاية ولا أعلم أحدًا من القراء عبد الله في تاريخ الإسلام قرأ عليه خلق كثير إلى الغاية ولا أعلم أحدًا من القراء في الدنيا أكثر أصحابا منه، قلت قرأ عليه بالقراءات السبع أبو الفتح محمد بن علي الأنصاري شيخ الإقراء بعده بالتربة الصالحية والحافظ العلامة أبو شامة والقاضي عبد السلام الزواوي والرشدي أبو بكر بن أبي الدر والتقي يعقوب الجبرايدي وإبراهيم بن داود الفاضلي وجعفر بن دبوقا الحراني ومحمد بن عبد العزيز الدمياطي والنظام محمد التبريزي والشهاب محمد بن مزهر والجمال عبد الواحد بن كثير النقيب والرشيد اسماعيل بن المعلم ومحمد بن قايمازو2 الزين عيسى بن علي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015