وسلم واستعمله على زبيد وعدن ثم ولي أمر الكوفة والبصرة لعمر وحكمه علي على نفسه في شأن الخلافة لجلالته وفضله، قلت وكان قصيرًا خفيف اللحم أثط وكان عمر إذا رأى أبا موسى قال: ذكرنا ربنا يا أبا موسى فيقرأ عنده وافتتح أصبهان زمن عمر وفضائله كثيرة -رضي الله عنه- توفي في ذي الحجة سنة أربع وأربعين على الصحيح وقيل: سنة ثلاث وخمسين.
1852- "ع" عبد الله بن كثير بن المطلب كذا رفع نسبه الداني وزعم أنه تبع في ذلك البخاري والبخاري إنما ذكر عبد الله بن كثير بن المطلب القرشي من بني عبد الدار فنقله إلى القارئ ولم يتجاوز أحد كثيرًا سوى الأهوازي فقال عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان بن فيروزان1 بن هرمز الإمام أبو معبد المكي الداري إمام أهل مكة في القراءة، اختلف في كنيته والصحيح ما قدمناه وقيل له الداري لأنه كان عطارًا والعطار تسميته العرب داريا نسبة إلى دارين موضع بالبحرين يجلب منه الطيب وقيل لأنه كان من بني الدار بن هاني بن حبيب بن نمارة من لخم رهط تميم الداري وقيل الداري الذي لا يبرح في داره ولا يطلب معاشًا قاله الأصمعي قلت: والصحيح الأول لأنه كان من أبناء فارس الذين بعثهم كسرى في السفن إلى صنعاء فطردوا الحبش عنها، ولد بمكة سنة خمس وأربعين ولقي بها عبد الله بن الزبير وأبا أيوب الأنصاري وأنس بن مالك ومجاهد بن جبر ودرباس مولى عبد الله بن عباس وروى عنهم، وأخذ القراءة عرضًا عن "ت" عبد الله بن السائب فيما قطع به الحافظ أبو عمرو الداني وغيره وضعف الحافظ أبو العلاء الهمذاني هذا القول وقال: إنه ليس بمشهور عندنا قلت: وليس ذلك ببعيد فإنه قد أدرك غير واحد من الصحابة وروى عنهم قلت وقد روى ابن مجاهد من طريق الشافعي -رحمه الله- النص على قراءته عليه وعرض أيضًا على "ع" مجاهد بن جبر و"ع" درباس مولى عبد الله بن عباس، روى القراءة عنه "ع" إسماعيل بن عبد الله القسط وإسماعيل بن مسلم وجرير بن حازم والحارث بن