أبو هاشم الليثي المكي تابع جليل، ذكره الداني وقال: وردت الرواية عنه في حروف القرآن قلت من ذلك قراءته "جميعًا منة" [الجاثية: 13] يعني من المنن ومن ذلك "قُدروها" [الإنسان: 16] بضم القاف وهو القائل: العلم ضالة المؤمن كلما أصاب شيئًا حواه وابتغى ضالة أخرى، مات سنة ثلاث عشرة ومائة.

1809- عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر الإمام أبو بكر الصديق صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفته وخير الخلق بعده، ذكره الداني وقال: وردت الرواية عنه في حروف القرآن، قلت: هو أول من جمع القرآن في مصحف وأشار بجمعه وذلك مشهور وقد حدثني شيخنا الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير من لفظه غير مرة وقد دار بيننا الكلام في حفظه -رضي الله عنه- القرآن فقال: أنا لا أشك أنه قرأ القرآن ثم قال: وقد رأيت نص الإمام أبي الحسن الأشعري -رحمه الله- على حفظه القرآن واستدل على ذلك بدليل لا يرد وهو أنه صح عنه صلى الله عليه وسلم بلا نظر أنه قال: $"يؤم القوم أقرءوهم لكتاب الله وأكثرهم قرآنا" وتواتر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قدمه للإمامة ولم يكن صلى الله عليه وسلم ليأمر بأمر ثم يخالفه بلا سبب فلولا أن أبا بكر -رضي الله عنه- كان متصفا بما يقدمه في الإمامة على سائر الصحابة وهو القراءة لما قدمه وذلك على كل تقدير سواء قلنا المراد بالأقرأ الأكثر قراءة كما هو ظاهر اللفظ وذهب إليه أحمد وغيره أو الأعلم كما ذهب إليه الشافعي وغيره؛ لأن الزيادة في العلم في ذلك العصر كان ناشئا عن زيادة القراءة كما فسره الشافعي بقولهم كنا إذا قرأنا الآية لا نجاوزها حتى نعلم فيم أنزلت، قلت: وهذا يدل على أنه أقرأ الصحابة وليس ذلك بمنكر فإنه أفضل الصحابة مطلقًا وإن كنا لا ندعي له الأفضلية في كل فرد من سائر الفضائل كما ادعاه غيرنا بل نقول كما قال إمامنا الشافعي -رحمه الله- إن الأفضلية في القراءة تستلزم الأفضلية في العلم وكذلك الأفضلية في العلم إذ كان عندهم الأقرأ هو الأعلم، وقد روينا عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال رآني النبي صلى الله عليه وسلم أمشي أمام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015