وأصدقائه؛ فإن الحب إنما يراد للآخرة ... فمن الوفاء للأخ: مراعاة جميع أصدقائه وأقاربه والمتعلقين به، ومراعاتهم أوقع في قلب الصديق من مراعاة الأخ في نفسه؛ فإن فرحه بتفقد من يتعلق به أكثر».

قلت: ومن الإخلاص والوفاء: أن لا يعاشر صاحبه بالمكر والخديعة، وقد قيل: من عاشر الإخوان بالمكر كافؤوه بالغدر.

ومنه أيضًا: أن لا يقبل في صاحبه مقالة سوء من عدو.

قال الخليل بن أحمد: من نم لك نم عليك، ومن أخبرك خبر غيرك أخبره بخبرك.

ومن جميل ما ذكر في ذلك: ما روي أن رجلًا جاء إلى مطيع بن إياس، فقال: قد جئتك خاطبًا، قال: لمن؟ قال: لمودتك، قال: قد أنكحتها، وجعلت الصداق: أن لا تقبل في مقالة قائل.

فأما الإعانة؛ فببذل المال والنفس لصاحبه عند حاجته وافتقاره.

قال مجاهد: صحبت ابن عمر وأنا أريد أن أخدمه، فكان يخدمني أكثر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015