هواه، وخالف ما هو المعلوم عنده؛ لعجزه عن قهر صفاته وتقويم أخلاقه، فلا خير في صحبته».
وأما الفاسق؛ فلا فائدة في صحبته؛ معللًا ذلك بقوله: «لأن من يخاف الله
لا يصر على كبيرة، ومن لا يخاف الله لا تؤمن غائلته، ولا يوثق بصداقته؛ بل يتغير بتغير الأغراض، وقال _ تعالى _: {وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}، وقال _ تعالى _: {فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى}، وقال _ تعالى _: {فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}، وقال: {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ}، وفي مفهوم ذلك زجر عن الفاسق».
وأما المبتدع؛ فقال: «ففي صحبته خطر سراية البدعة، وتعدي شؤمها إليه، فالمبتدع مستحق للهجر والمقاطعة، فكيف تؤثر صحبته؟!».
قلت: وقد جاء عن أهل السنة النهي عن مجالسة أهل البدع ومخالطتهم:
فقد ذكر ابن أبي يعلى في كتابه «طبقات الحنابلة» أن الإمام