6 - ثم المحبة، قال الماوردي: «وسببها: الاستحسان».
وقد فرق أهل اللغة بين المودة والمحبة؛ قال أبو هلال العسكري في «الفروق اللغوية»: «والمحبة لا تقع إلا على المستقبل، وبه يظهر الفرق بين المحبة والمودة؛ لأن المودة قد تكون بمعنى التمني؛ كقولك: (أود لو قدم زيد)؛ بمعنى: (أتمنى قدومه)، ولا يجوز: (أحب لو قدم زيد)».
قلت: ولعل الماوردي أراد برتبة المودة: المحبة غير المعلنة؛ فإنها تكون في أول ائتمان كل منهما للآخر، ولذلك قال: «وسببها: الثقة»؛ أي: والسبب الذي أفضى إلى هذه المودة هو الثقة بينهما، أما رتبة المحبة؛ فقد جعل سببها الاستحسان، ويريد بهذا: التعدي في كتمان هذا الحب إلى إظهاره، وقد روى أحمد وأبو داود والترمذي عن المقدام بن معدي كرب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه» _ والله تعالى أعلم _.
والأصل في المحبة أمران:
الأول: أن تكون محبته لله.
والثاني: أن لا يفرط في هذه المحبة.