دائمًا، وهذا الحديث مما يؤيده، مع نظائر له؛ كحديث كعب بن مالك وغيره».
وقال ابن رجب في كتابه «جامع العلوم والحكم» بعد أن أورد أحاديث الهجران: «وكل هذا في التقاطع للأمور الدنيوية، فأما لأجل الدين فتجوز الزيادة على الثلاث، نص عليه أحمد، واستدل بقصة الثلاثة الذين خلفوا وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجرانهم ... وأباح هجران أهل البدع المغلظة والدعاة إلى الأهواء».
وأما صحبة أهل المعاصي؛ فقد قال _ تعالى _ فيهم: {الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِين}.
قال الطبري في «تفسيره»: «المتخالون يوم القيامة على معاصي الله في الدنيا: بعضهم لبعض عدو، يتبرأ بعضهم من بعض؛ إلا الذين كانوا تخالوا فيها على تقوى الله».
ومما ذكر في هذه الآية: ما حكي عن ابن الجلاء أنه كان يقول لأصحابه: اطلبوا خلة الناس في هذه الدنيا بالتقوى تنفعكم في الدار الآخرة، ألم تسمعوا الله _ تعالى _ يقول: {الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِين}.
قلت: وكذلك فإن في صحبة أهل الخير السلامة، وفي صحبة أهل الشر الأذى.