(إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ ... (17) في صدرك. (وَقُرْآنَهُ) وقراءته على لسانك.
(فَإِذَا قَرَأْنَاهُ ... (18) قرأه جبرائيل، والإسناد إليه؛ لأنه سفيره. (فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) قراءته، أي: اقرأه بعد ذلك.
(ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) بيان ما أشكل عليك من معانيه. وعن ابن عباس: (فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) فاستمع لقراءته (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) قراءته على لسانك. كان يستعجل الأخذ من جبرائيل مخافة أن يفوته منه شيء، فنهي عنه.
(كَلَّا ... (20) ردع له عما كان عليه. واستطراده بين حبّي العاجلة المدلول عليه بقوله: (بَل يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ)، وقوله: (بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ)؛ للدلالة على أن العجلة إذا كانت مذمومة فيما هو رحمة وشفاء فكيف بما هو محنة وشقاء؟. وفي (تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ) تغليب للمخاطب، كأنه قال: وأنتم يا بني آدم عادتكم العجلة في كّل شيء؛ لجبلتكم على ذلك. (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ) " فإن قلت: إذا كانت العجلة جِبلّة في الإنسان، فما معنى الردع في " كلا "؟ قلت: وإن كانت من مقتضى الطبع إلا أنَّها قابلة العلاج كسائر الملكات الرديّة، ومن كان في أعلى منصب الرسالة لا ينبغي له إلا استئصال شأفة تلك الملكات. وقرأ أبو عمرو وابن كثير وابن عامر تحبون.