واحد ترك الذي له وذهب، فثمرت أجرته حتى كثرت منه أموال، فجاءني بعد حين، فقال: يا عبد الله؟ أد إلي أجري. فقلت له: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق. فقال: يا عبد الله؛ لا تستهزىء بي. فقلت: إني لا أستهزىء بك. فأخذه كله، فاستاقه فلم يترك منه شيئاً؛ اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه؛ فافنرجت الصخرة، فخرجوا يمشون" 1.

فهؤلاء دعوا الله سبحانه بصالح الأعمال، لأن الأعمال الصالحة هي أعظم ما يتوسل به العبد إلى الله تعالى ويتوجه به إليه ويسأله به، لأنه وعد أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله قال تعالى: {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} 2 وقال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} 3 وهؤلاء دعوه بعبادته، وفعل ما أمر به من العمل الصالح وسؤاله والتضرع إليه.

ومن هذا ما يذكر عن الفضيل بن عياض أنه أصابه عسر البول فقال: بحبي إياك إلا فرجت عني ففرج عنه.

وكذلك دعاء المرأة المهاجرة التي أحيا الله ولدها لما قالت: اللهم إني آمنت بك وبرسولك، وهاجرت في سبيلك. وسألت الله أن يحيي ولدها، وأمثال ذلك.

وهذا كما قال المؤمنون: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا} إلى قوله: {إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} 4.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015