يناجون مولاهم بها ويستمطرون سحائب لطفه تعالى:
لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا ... وبت أشكو إلى مولاي ما أجد
وقلت يا أملي في كل نائبة ... ومن عليه لكشف الضر أعتمد
أشكو إليك أمورا أنت تعلمها ... مالي على حملها صبر ولا جلد
وقد مددت يدي بالذل مبتهلاً ... إليك يا خير من مدت إليه يد
فلا تردنها يا رب خائبة ... فبحر جودك يروي كل من يرد
ومن ذلك ما قاله البستي في قصيدته الشهيرة:
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته ... أتطلب الربح مما فيه خسران
من يتق الله يحمد في عواقبه ... ويكفه شر من عزوا ومن هانوا
من استعان بغير الله في طلب ... فإن ناصره عجز وخذلان
ولبعض الصالحين، وهي قصيدة مشهورة- وقد خمسها بعض أهل الزهد وهذا الأصل والتخميس:
رفعت مقامي منة وتفضلاً ... وكملتني بالعلم والحلم والولا
ومنك ملأت الكف لي لا من الملا ... لك الحمد يا ذا الجود والمجد والعلا
تباركت تعطي من تشاء وتمنع
عروس التجلي في فؤادي تنجلي ... وإن وعائي بالمعارف ممتلي
وأرجوك يا مولاي يا ذا التفضل ... إلهي وخلاقي وسؤلي وموئلي
إليك لدى الأعسار واليسر أفزع
إذا كنت لي في جملة الأمر معتنى ... وقد نلت هذا الحظ من فضلك السني
فلست أبالي مع عيوبي ... إلهي لئن خيبتني وطردتني
فمن ذا الذي أرجو ومن ذا أشفع
أنا العبد عبد الرق في كل حالة ...
ولست بعبد في الرخا أو بشدة