وفي الحديث: "أن رجلا فيمن قبلنا رأى من يعمل بالمعاصي فاستعظم ذلك وقال: والله لن يغفر الله لفلان، فقال الله: من ذا الذي يتألَّى علي أن لا أغفر لفلان، إني قد غفرت له، وأحبطت عملك" 1.

وأما قوله: ومن تسمَّى بالإسلام، وأحب محمدا سيد الأنام، وأحب أصحابه الكرام، واتبع العلماء الأعلام، لا يكفر أحدا من سائر المسلمين، فضلا عن هداتهم في الدين، اللهم إلا أن يكون من الغلاة الذين اسقطوا حرمة "لا إله إلا الله" وسؤال لهم الشيطان وأملى لهم، حيث استباحوا دماء المسلمين – إلى آخر رسالته.

فيقال في جوابه: هذا الجاهل يظن أن من أشرك بالله واتخذ معه الأنداد والآلهة، ودعاهم مع الله لتفريج الكربات وإغاثة اللهفان، يحكم عليه والحال هذه بأنه من المسلمين؛ لأنه يتلفظ بالشهادتين، ومناقضتهما2 ن لا تضره، ولا توجب عند كفره، فمن كفَّره فهو من الغلاة الذين أسقطوا حرمة "لا إله إلا الله" وهذا القول مخالف لكتاب الله وسنة رسوله وإجماع الأمة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "من جعل بينه وبين الله وسائط، يدعوهم ويسألهم، ويتوكل عليهم كفر إجماعا"3. انتهى.

ومجرد التلفظ من غير التزام لما دلت عليه كلمة الشهادتين لا يجدي شيئا، والمنافقون يقولونها وهم في الدرك الأسفل من النار.

نعم، إذا قاله المشرك ولم يتبين منه ما يخالفها، فهو ممن يكف عنه بمرد القول، ويحكم بإسلامه، وأما إذا تبين منه تكرر عدم التزامه ما دلت عليه من الإيمان بالله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015