ارتضوه، وكان الواجب على من عنده تعلم أن ينصح الأمة، بل وينصح أولا لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم 1. ويكرر الحجة، وينظر في الدليل، ويرشد الجاهل، ويهدي الضال، بحسن البيان وتقرير صواب المقال. لكنهم أحجموا عن ذلك كله، ولم يلتفتوا إلى المحاقة 2، والله هو ولي الهداية، الحافظ الواقي من موجبات الجهل والغواية.

وقد أوجب البيان، وترك الكتمان، وأخذ الميثاق على ذلك 3 على من عنده علم وبرهان.

وهذا هو صورة الأمر وحقيقة الحال، وقد عرفتموه أولا وآخرا في المكاتبات الواردة عليكم، فلا يلتبس/ عليكم/4 الحال، ولا يشتبه سبيل الهدى بالجهل والضلال/واذكروا /5 قوله/تعالى/6 {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً} 7.

إذا رضي الحبيب فلا أبالي ... أقام الحي أم جد الرحيل 8

وأما الصلح بين المسلمين؛ فهو من واجبات الإيمان والدين، ولكن يحتاج

طور بواسطة نورين ميديا © 2015