ممن هلك كيف هلك، إنما العجب ممن نجا كيف نجا 1. ولقد أحسن العلامة محمد بن إسماعيل الأمير، فيما أبداه من أهل وقته من التبديل والتغيير. ونص المنظومة 2:
أما آن عما أنت فيه متاب ... وهل لك من بعد/البعاد/3 إياب
تقضت بك الأعمار في غير طاعة ... سوى عمل ترضاه وهو سراب
إذا لم يكن لله فعلك خالصا ... فكل بناء قد بنيت خراب
فللعمل الإخلاص/شرط/4 إذا أتى ... وقد وافقته سنة وكتاب
وقد صين عن كل ابتداع وكيف ذا ... وقد طبق الآفاق منه عباب 5
طغى الماء من كل ابتداع على الورى ... فلم ينج منه مركب وركاب
وطوفان نوح كان في الفلك أهله ... فنجا همو، والغارقون تباب
فأنى لنا فلك ينجي وليته ... يطير بنا عما نراه غراب
وأين إلى أين المطار وكلما ... على ظهرها يأتيك منه عجاب
نسائل من دار الأراضي سياحة ... عسى بلدة فيها هدى وصواب
فيخبر كل عن قبائح ما رأى ... وليس لأهليها يكون متاب
لأنهموا عدوا قبائح فعلهم ... محاسن يرجى عندهن ثواب
كقوم عراة في ذى مصر ما على ... عورة منهم هناك ثياب
يدورون فيها كاشفين لعورة ... تواتر هذا لا يقال كذاب